سورة البقرة - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


عثا يعثو عثوا عثيا: أفسد أشد الافساد. وكذلك عَثيَ يعثى....
واذكروا يوم طلب موسى من ربه السقيا لكم حين اشتكم بكم العطش في التيه. فقلنا له اضرب بعصاك حجراً من أحجار الأرض. ويرى المفسرون أن في ذلك اشارة إلى حفر الأرض لا مجرد الضرب بالعصا. فضربه، فنبع الماء منفجرا في اثني عشر مسرباً، على عدد أسباط بني اسرائيل، وتعين لكلم سبط منهم مشربٌ خاص حتى لا يقع بنيهم نزاع وخصام.
وقال لهم الله تعالى على لسان نبيه: الآن كلوا من المنّ والسلوى واشربوا من هذا الماء العذب وأنتم في هذه الصحراء المجدبة، ولا تنشروا الفساد في الأرض.


الصبر: حبس النفس عن الشيء. البقل من النبات: ما نبيت من البذور. القثاء: الفقوس. الفوم: الثوم. الأدنى: الدون الأخس. الهبوط إلى المكان: النزول اليه والحلول به. الصر: البلد العظيم. المسكنة: الفقر. باؤا بغضب: استحقوا الغضب.
واذكروا أيها اليهود أفعال أسلافكم يوم سيطر عليهم البطر حيث كانوا في صحراء مجدبة لا شيء فيها فأنعم الله عليهم بالماء والمن والسلوى والغمام يظللهم، وكان قد أخرجهم من ديار الذل والاضطهاد ومع كل هذا فإنهم يتضجّرون فيقولون لنبيهم: اننا لا نطيق قَصر طعامنا على صنف واحد هو المن والسلوى. فاسأل ربك أن يخرج لنا ممن تنبت الأرض من الخضر البقول الحبوب. اذ ذاك تعجّب مسى من ذلك وأنكروه عليهم فقال لهم أتفضّلون هذه الأصناف على ما هو أفضل وأحسن! اذن اتركوا سيناء وادخلوا مدينة من المدن فانكم ستجدون فيها ما تريدون. لكنهم جبنوا عن ذلك. ومن ثم دهمهم الفقر والخنوع والذلة، واستحقوا غضب الله عليهم جزاء الكفر والعناد والعصيان.
القراءات:
قرئ: {اهبُطوا} بضم الباء وهو جائز لغة. ويقول ابن جرير الطبري: اهبطوا مصرا، بالألف والتنوين هي القراءة التي لا يجوز غيرها لاجتماع خطوط مصاحف المسلمين، واتفاق قراءة القراء على ذلك.
وقد جاء في مصحف ابن مسعود {مصر} بدون تنوين. وهذا لا يعتمد لأن الصحابة أجمعوا على مصحف عثمان وتركوا ماعداه. والفرق في معنى القراءتين واضح.


بعد أن ذكر جرائم اليهود، وبين ما نالهم من غضب الله جزاء ما اقترفوا من الأعمال السيئة والكفر وقتل الأنبياء، والبطر والتمرد ومخالفة الشرائع قرر سبحانه وتعالى في هذه الآية ان كل من آمن به وباليوم الآخر واتبع طريق الهدى من المؤمنين واليهود والنصارى والصابئين، وكان موحداً لا يبعد الأصنام، وعمل صالحاً فان له ثواب عمله الصالح. وهؤلاء لا خوف عليهم يوم القيامة. ولاهم يحزنون اسفاً على ما خلفوا وراءهم من الدنيا وزينتها. ان لهم ما يعدهم الله من نعيم مقيم عنده.
وكل هذا قبل البعثة المحمدية. أما بعدها فقد تقرر شكل الايمان الأخير.
القراءات:
قرأ نافع وحده {الصابين} بالياء بدون همزة.
والصابئون قوم يقرون بالله وبالمعاد وبعض الأنبياء، لكنهم يعتقدون بتأثير النجوم والافلاك ف يالخير والشر وتصريف مقدّرات الانسان. ولذا فهم أقرب إلى الشِرك.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11